-->
Images Design tool

الكاتبة والفلوجر آية سمير محمد

قصة الخلق الرفيع

محتويات المقال

قصة الخلق الرفيع


 ينظر حوله باحثاً عن شخصٍ ما .. حتي وجد إمرأه كبيره في السن تجلس وحدها … إبتسم الشاب و ذهب إليها ثم قال لها مبتسماً


 

قصة الخلق الرفيع
قصة الخلق الرفيع



_ السلام عليكم ….. هل يمكنني الجلوس  معكي قليلاً؟نظرت المرأه له في تعجب ثم قالت في تساؤل :

_ لما ؟ هل تعرفني ؟!

إبتسم الشاب وقال :

_ من الممكن … هل يمكنني الجلوس ؟!

قد يهمك

هزت المرأه رأسها إيجابياً … عندما جلس الشاب قال لها مبتسماً :

_ إن لم يكن ذلك تدخلاً …. ما أحوالك ؟! هل كل شئ علي ما يرام ؟

تعجبت المرأه من ذلك الشاب ثم قالت في سخريه :

_ بخير … لكن لما تسألني تلك الاسئله ؟! أنا حتي لا أعرفك !

نظر الشاب أرضاً ثم نظر لها وقال مبتسماً :

_ فقط أريد أن اطمئن علي أحوالك 

ابتسمت المرأه وقالت :

_ حسناً .. لكن ما أحوالك أيها الشاب ؟

نظر لها الشاب ؛ ثم قال في حزن :

_ حسناً .. فقط أواجه العديد من الصعوبات … حيث أنني لم أجد عملاً بعد .. منذ قليل لم يقبلوني في ال interview في الوظيفه التي كنت أحلم بها منذ صغري فقط لم أُجد الحديث

نظرت المرأه له في شفقه وقالت :

_ لا تحزن يا بني … كل شئ سيصير علي ما يرام قريباً إن شاء الله 

عندما قالت ذلك نظر لها الشاب وأصبحت إبتسامته أكثر إتساعاً ، وكان يشعر أن قلبه يدق سريعاً من كثرة سعادته ؛ ثم قال :

_ أ تعلمين شيئاً ! لم أعد حزيناً بعد الآن .. عندما قلتي لي ذلك الكلام ، وخصوصاً عندما قلتي بني .. حقاً إشتقتُ لتلك الكلمه كثيراً

نظرت له المرأه في دهشه ثم قالت :

_ لما ؟ ليس لديك أم ؟

إبتسم الشاب ، وقال :

_ الحمد لله لديَّ لكنها لا تذكرني بتلك الكلمه كثيراً 

فقط إبتسمت المرأه …. بعد مرور عدة دقائق وقف الشاب ونظر إلي المرأه الجالسه ؛ ثم إبتسم، وقال :

_ هيا يا أمي فلنذهب إلي المنزل 

نظرت له المرأه في دهشه وظلت تنظر حولها ؛ ثم قالت :

_ ماذا ؟ أين أنا ؟ هل أعرفك ؟!

أمسك الشاب ذراعها ، وقبل رأسها ، وقال مبتسماً :

_سآخذك إلي منزلك فقط يا أمي 

عندما عاد إلي منزله وضع والدته في فراشها

ودخل غرفته وكتب في مذكرته :

سأكتب تلك الكلمات لكم يا أبنائي مستقبلاً لكي تعلموها لأبنائكم و أحفادكم إن شاء الله :

 ( لا تمل من أبويك عند إصابتهم بالامراض وخصوصاً مرض الزهايمر أعلم أنك تجد العديد من الصعوبات في العيش معهم بسبب أنهم لا يتذكروك دائماً و أحياناً تجد الصعوبه الشديده في محاولتك أن تجعلهم يتذكروك لكن بالطبع هذا لا يعد شئ مما قد فعلوه لك ، وما واجهوه من الصعوبات ، والآلام لكي تأتي إلي تلك الحياه .. ، وما واجهوه من مساوئ الحياه لكي تصبح شخصاً كبيراً بالغاً ، وأن كل ما سوف تحاول أن تفعله لهم لن يأتي نقطة في بحر مما قد قدموه لك ، وأنت صغير حيث عندما كنت صغيراً كنت تطلب منهم أن يكرروا لك القصة العديد من المرات كانوا حقاً يشعرون بالسعاده البالغه . فلا تمل عند تكرار لهم من أنت أو ماذا تعمل أو ما هي أسماء أبناؤك حيث قال الله تعالى ( أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٌ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (٢٣) ، وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيراً (٢٤))